هل تستطيع الجنّ أن تفض بكارة المرأة ؟هل
يمكن للجني أن يفقد البنت عذريتها، أي: هل يمكن للجن أن يأتي للبنت في
الحلم، ويعاشرها، ويفقدها عذريتها، مع العلم أن البنت أفاقت من نومها،
ووجدت دماءً بعد حلم رأته في منامها؟
أعتقد أن هذا غير ممكن، ولو
فتحنا هذا الباب؛ لكان بمقدور أي إنسان أن يعتذر عن فعله، وما جرى له بأنه
من فعل الجن.والناس مكلفون بما هو في محيط عالم الشهادة، لا عالم الغيب.ولا
يلزم أن يكون الدم الذي خرج من الأخت، هو دم البكارة، فقد يكون دم حيض، أو
دم فساد.والبكارة قد تزول بأسباب عديدة، كحمل البنت للأشياء الثقيلة، أو
ركضها، أو قفزها، أو عبثها بنفسها، وهناك حالات لا تكون البكارة فيها
موجودة أصلاً، وهناك أنواع من أغشية البكارة تسمى: بالأغشية المطاطية، لا
تزول أحياناً إلا مع الولادة، وينبغي أن يعلم أن العفة والطهارة هي خلق
وسلوك وتربية، وليست مقصورة على هذا الغشاء؛ بل هي قبله وبعده، والله -
تعالى - وصف المؤمنات بقوله: ((فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ
الله)). [النساء : 34].وفي البيئات الغربية لا توجد فتاة تحفظ بكارتها إلى
الزواج، إلا أنه ظهر أخيراً هذا التوجه، وأعلن في الولايات المتحدة عن
رابطة اسمها: (رابطة العذراوات)، وانضم إليها بعض النساء الشهيرات، وبدؤوا
يفيقون بعد ظهور الآثار السلبية القاتلة للحرية الجنسية.أما في الشرق
الإسلامي، فالأمر على النقيض من ذلك، وإن كانت المؤثرات الإعلامية،
والاجتماعية بدأت تأخذ مداها في محيط المرأة.نسأل الله أن يحفظ نساء
المسلمين بحفظه، إنه ولي ذلك، والقادر عليه.
الشيخ / سلمان العوده