زوجتي لا ترتدي الحجاب مع أنها شديدة الإيمان ، وتصلي جميع الفروض في
وقتها ...الخ. أنا وهي مهندسان ولنا طفلتان (5 سنوات وسنتان) . ويراودني
القلق من أن الطفلتين لن ترتديان الحجاب لأن والدتهما لا ترتديه . وقد
حاولت مرارا إقناعها بارتداء الحجاب (لقد قرأت السور ذات العلاقة), لكني
توقفت عن ذلك عندما وجدت أنها سترفض ما هي عليه الآن .
وسؤالي: كوني زوجا ووالدا هل أجبرها على لبس الحجاب بأي طريقة حفاظا على مستقبل طفلتي أم أستمر في الصبر حتى يرشدها الله؟
والسؤال الثاني: هل نتحمل (نحن الآباء) المسؤولية أمام الله عن لبس زوجاتنا وبناتنا للحجاب أم لا؟
الجواب :
الحمد لله
قوة الإيمان لابد أن يظهر أثرها على الإنسان في حياته وسلوكه ، وإصرار الإنسان على المعصية دليل على ضعف إيمانه .
والواجب عليك أن تسعى إلى غرس الإيمان وتقويته لديها ، والمراد بذلك
الإيمان الذي يدفع صاحبه إلى العمل والسلوك الشرعي .ثم تسعى لغرس محبة
الحجاب والأعمال الصالحة ، ومن ذلك بيان فوائد الحجاب ومحاسنه وإعطاؤها بعض
الكتب والاشرطه الصوتية _ إن وجدت _ التي تتحدث عن ذلك ، ومن الوسائل
المهمة التي تعين على هذا ربطها ببعض النساء الصالحات المرتديات للحجاب _
بطريقٍ غير مباشر _ والحرص على كثرة اللقاءات العائلية مع الأقارب الصالحين
.
وبعد ذلك تكون قد هيأت الوسائل لإقناعها ، فعليك
إلزامها بالطريقة المناسبة وعدم السماح لها بالخروج إلى الأماكن العامة
بدون حجاب . ( ومن المهمّ أن تبيّن لابنتك وجوب الحجاب وحكم الله فيه ، ولو
فهمت أن أمها مقصّرة ، وعليك أن تشرح لها بما يستوعبه عقلها ما يفسّر
التناقض بين الحكم الشرعي النّظري والسلوك المخالف لأمها ومن يدري فلعلها
تنصح هي أمها بالحجاب بطريقة براءة الأطفال المؤثّرة ) .
أما السؤال الثاني فلا شك أن الأباء مسؤولون عن عدم لبس زوجاتهم وبناتهم
للحجاب ، والتزامهم الأحكام الشرعية كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا
قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) وكما عليه الصلاة
والسلام " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهل بيته
ومسؤول عن رعيته ..." .
لكن حين يفعل الإنسان الأسباب ويجتهد في ذلك ثم لا يوفّق فإن الله يعذره ولا يعاقبه ، بل يثيبه على ما
لكن
حين يفعل الإنسان الأسباب ويجتهد في ذلك ثم لا يوفّق فإن الله يعذره ولا
يعاقبه ، بل يثيبه على ما فعل واجتهد ، والله لا يُضيع أجر من أحسن عملا ...