يقول الدكتور رجب أبو مليح محمد ـ الباحث الشرعي: لايحل
للمرأة المتزوجة أن تتمنى غير زوجها لا في الدنيا ولا في الآخرة، فقد أوجب
الإسلام على كلا الزوجين أن يكتفي كل واحد بصاحبه، فلا ينظر إلى غيره نظرة
شهوة، ولا يتطلع إلى غيره تطلع المريد، وعلى الزوجة إذا أحست ببوادر حب
جديد، أو صحوة حب قديم كان قد عفا عليه الزمن، عليها أن تلجم نفسها بلجام
التقوى، وأن تغلق على نفسها كل الأبواب والنوافذ التي تدخل عليها هذا الخطر
الجديد. وهذا ما لم تفعله صاحبة السؤال. إنَّ
الخيانة الزوجية درجات، تسلم كل درجة إلى أختها، وأولى هذه الدرجات تطلع
المرأة إلى غير زوجها، والجري وراء ذلك بالنظرات، والحوارات، واللقاءات،
التي تنتهي بإفساد الحياة الزوجية. وهذه هي النتيجة، أصبح جسدك في
بيت الزوجية، وفكرك وقلبك، وعقلك في بيت آخر، تبيتين بجوار زوجك، وربما
تسلمين له نفسك، وفكرك مشغول، وقلبك متيم برجل أجنبي لا علاقة شرعية بينك
وبينه. ولم يعد بينك وبين زوجك من معاني الزوجية سوى الاسم، وتلك الوثيقة التي تتمنين أن يمحوها الهواء فتطير أدراج الرياح. إن
ما فعلته لهو عين الصواب لكنه خطوة على الطريق فقد قطعت العلاقة بهذا
الرجل الذي كان يريد أن يسلبك أعز وأغلى ما تملكين ثم يرمي بك على قارعة
الطريق بعد أن أخذ منك ما يريد وربما لم يرضك زوجة بعد ذلك في الحلال،
يتركك وقد خنت زوجك وأهلك، خنت الله ورسوله حيث لم تحفظي أمانته( وهذا في
حالة ما إذا كان يبادلك حبا بحب ويغازلك وهو يعلم أنك لا تحلين له، أما إن
كان الحب من طرف واحد فأنت المسئولة أمام الله عن هذا التصرف )، ونحن نشجع
فيك هذا الإقلاع عن الذنب الذي يصدق فيك قول الله تعالى: ( إِذَا فَعَلُواْ
فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ
لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ
عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) فقد ذكرت الله فتذكرت وعدت إلى
الصواب، وعليك باستكمال هذا الطريق، وهو طريق التوبة النصوح، ونبشرك
بالجائزة الكبرى إن أنت أكملت الطريق وهي قول الله تعالىأُوْلَـئِكَ
جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) . عليك – أختنا الفاضلة- أن تفعلي الآتي:- 1-أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب فورا، فلا كلام، ...
ذكرت الله فتذكرت وعدت إلى الصواب، وعليك باستكمال هذا الطريق، وهو طريق
التوبة النصوح، ونبشرك بالجائزة الكبرى إن أنت أكملت الطريق وهي قول الله
تعالى
أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ
الْعَامِلِينَ) .
عليك – أختنا الفاضلة- أن تفعلي الآتي:-
1-أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب فورا، فلا كلام، ولا اتصالات، ولا حوارات، ولا طمع في خطبة.... ولو في الجنة
2-
أقبلي على زوجك، وتقربي إليه، وأعطيه الفرصة في أن يريك ما تحبين، فإن
استطعت أن تكوني له الزوجة الوفية الصالحة الودودة، التي ترى محاسن زوجها ،
وتتغاضى عن معايبه، فأكملي حياتك معه.
3- وإن رأيت أنك لا تزدادين
منه إلا بعدا ونفورا، وخفت على نفسك من المعصية والخيانة، فاطلبي منه
الطلاق، وتنازلي عما يمكنك التنازل عنه من حقوقك، لأن حالتك أقرب إلى الخلع
منها إلى الطلاق.
4- على أن يكون قرار الطلاق- إذا كان لا بد منه-
غير مرتب بينك، وبين ذلك الشاب، وغير مبني على خطبة جديدة، أو زواج جديد،
وبعد أن تنتهي العدة، وأراد هذا الشاب أن يتقدم إليك خاطبا ورضي وليك بهذا
فليكن زواجا شرعيا مستوفيا أركانه الشرعية من إيجاب وقبول وولي وشهود وإن
كنا نرى أن هذا لن يحدث فمن أحب امرأة متزوجة لا يريدها حليلة ( أي زوجة)
ولكنه يريدها خليلة ( زانية) يعبث بها دون أدنى تحمل للمسئولية من مهر
ونفقة وغير ذلك.
نسأل الله أن يهديك للصواب ويبعدك عن الحرام إنه ولي ذلك والقادر عليه .